تبين البحوث أن الاضطرابات النفسية معقدة وتنجم عن مزيج من عوامل وراثية وبيئية ونفسية واجتماعية، مثلها في ذلك مثل أمراض القلب والسكري وغيرها من الأمراض الجسدية. ولكل مرض أسبابه المختلفة.
من المهمأن نعرف أننا لا نستطيع دائماً تحديد سبب المرض أو تغيير الظروف التي تسهم في ظهور أعراضه. لكن الشيء الأكثر أهمية هو التعرف على العلامات والأعراض وطلب المشورة والمساعدة المتخصصة.
ما هي عوامل الخطر؟
يُعتقد أن الاضطرابات النفسية تسببها مجموعة من العوامل تشمل:
يمكن أن يكون ضعف الصحة النفسية سبباً ونتيجة لمرض جسدي مزمن أو إصابة بدنية دائمة. مثلاً، يمكن أن يكون الاكتئاب احد الآثار الجانبية لحالات صحية جسدية مزمنة أخرى كما يكون للأدوية التي يتعاطاها المريض نفس الآثار كذلك المصابين بأمراض السكري، والسرطان، والسكتة الدماغية، ومشاكل الغدة الدرقية، والأمراض العصبية هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة باضطراب نفسي ولاسيما الاكتئاب والقلق. يمكن أن تحدث تغيرات في بعض المواد الكيميائية في الدماغ نتيجة لإصابات في الدماغ جراء حادث سير.
اعتبرت بعض خيارات نمط الحياة كقلة النشاط البدني وسوء التغذية أو زيادة الوزن سبباً وراء حدوث اضطرابات نفسية. ويمكن أن يسبب الاستهلاك المفرط الكحول أو المخدرات ظهور أعراض الذهان والاكتئاب، وخاصة إذا تكرر التعاطي. كما يمكن أن يسبب الإفراط في تناول الكافيين ظهور أعراض القلق.
يعتبر عدم التوازن الكيميائي في الدماغ ومستويات بعض الهرمونات التي تتحكم بالمشاعر والمزاج عاملاً مساعداً.. من المعروف عند النساء أن عدم التوازن الهرموني أثناء الحمل أو بعد الولادة، وأثناء الدورة الشهرية، وانقطاع الطمث يسبب بعض المشاكل ذات الصلة بالصحة النفسية. وكذلك تؤثر التغيرات الهرمونية على الشباب في مرحلة المراهقة. يؤثر التعرض لمستويات عالية من التوتر والعوامل السلوكية الأخرى أيضاً في كيمياء الدماغ وقد يسهم في حدوث اضطراب نفسي.
كما في حالة أمراض أخرى كثيرة تتأثر بالعوامل الوراثية كمرض السكري وأمراض القلب، فإن وجود جينات معينة أو تاريخ عائلي مع المرض النفسي قد يزيد من مخاطر الإصابة باضطراب نفسي.
يبدو بعض الأشخاص أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بحالات نفسية. فمثلاً، الشخص الذي يقلق كثيراً، أو ثقته بنفسه ضعيفة، آو الذي ينشد الكمال أو الحساس تجاه النقد الشخصي، أو ينتقد ذاته، أو يتبع نهجاً سلبياً في الحياة يكون أكثر عرضة من غيره للتأثر. وغالباً ما يكون هذا التعرض في مرحلة مبكرة من التجربة الحياتية.
يمكن أن تسهم أحداث الحياة المؤلمة أو الظروف الصعبة في الإصابة بمجموعة من الاضطرابات النفسية.
يمكن أن يزيد التعرض للضغوطات البيئية والظروف من خطر ظهور اضطرابات نفسية:
"... كنت أنتقل كل سنتين إلى مدينة مختلفة... زاد هذا الانتقال الدائم قلقي، وأدى بي في نهاية المطاف إلى الشعور بالعزلة الاجتماعية"