مصدر لدعم الصحة النفسية الجيدة والعافية في دولة قطر
A- A A+

الصحة النفسية لدى الأطفال والمراهقين

كيف يمكننا المساعدة في الحفاظ على عافية الأطفال والمراهقين؟

لا تقل العافية العاطفية/النفسية للأطفال والمراهقين أهمية عن صحتهم البدنية. يساعد تمتع الأطفال والمراهقين بصحة نفسية جيدة في تطوير قدراتهم على التعامل والتكيف مع مستجدات الحياة ويتيح لهم نمواً صحياً ومتكاملاً.


كثير من الأشياء التي يفعلها الكبار لرعاية صحتهم وعافيتهم النفسية هي أيضاً مهمة للأطفال والمراهقين.


من الأشياء التي تساعد الأطفال والمراهقين، على وجه التحديد، في البقاء معافين نفسياً:


  • الصحة البدنية السليمة، كاتباع نظام غذائي متوازن وممارسة التمارين الرياضية بانتظام
  • امتلاك الوقت والحرية للعب، في الداخل والخارج
  • أن يكون جزءاً من اسرة تنعم بعلاقات جيدة معظم الوقت
  • الذهاب إلى مدارس تحرص على عافية جميع طلابها
  • المشاركة في الأنشطة المحلية الخاصة بالمراهقين


ومن العوامل الأخرى التي تؤثر إيجاباً على صحتهم النفسية:


  • شعورهم بأنهم محبوبون، موثوق بهم، يتفهمهم الاخرون، والشعور بالقيمة والأمان
  • اهتمامهم بالحياة وإمتاع أنفسهم
  • شعورهم بالأمل والتفاؤل
  • قدرتهم على التعلم والحصول على فرص للنجاح
  • قبول أنفسهم كما هم والتعرف على الأمور التي يجيدون القيام بها
  • شعورهم بالانتماء إلى أسرتهم ومدرستهم ومجتمعهم
  • شعورهم بامتلاك بعض السيطرة على حياتهم الخاصة
  • امتلاكهم القوة للتعامل مع الحالات الطارئة (التكيف) والقدرة على حل المشاكل


تمر جميع الأسر بأوقات يكون عليهم فيها التعامل مع الكثير من التوتر والقلق. قد يحتاج الآباء وأطفالهم أو أبناؤهم المراهقون، خلال أوقات كهذه، إلى مساعدة ودعم إضافيين من أفراد الأسرة والأصدقاء وآخرين.

 

هل يعاني الأطفال والمراهقون من اضطرابات نفسية؟​

يؤثر الاضطراب النفسي على مزاج وتفكير وسلوك الأطفال والمراهقين، مثلما يؤثر على الكبار.


"يمكن أن يبدأ الاضطراب النفسي في أي عمر، ولكن معظم الاضطرابات النفسية تبدأ في وقت مبكر من الحياة. تشير التقديرات إلى أن نحو 50% من الاضطرابات النفسية تظهر قبل سن 14 عاماً."


يمكن أن يعاني الأطفال والمراهقون من مجموعة من الاضطرابات النفسية تشمل على سبيل المثال لا الحصر:


  • الاكتئاب
  • اضطرابات القلق
  • اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
  • اضطراب طيف التوحد
  • اضطرابات الأكل
  • أعراض الذهان
  • اضطراب العرة (التقلصات اللاإرادية)
  • سلس البول/سلس البراز اللاعضوي
  • اضطرابات التعلّق
  • صعوبات التعلم (الإعاقات الفكرية)

 

يمكن أن يكون لهذه الاضطرابات أعراض أو سلوكيات مرتبطة بمجموعة من المشاكل التي يواجهها الشباب في هذه الفئة العمرية ومنها:


  • تعاطي مواد مخدره
  • إيذاء النفس
  • التفكير بالانتحار
  • سلوك خوض المخاطر
  • القضايا المتعلقة باستخدام الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي أو الهاتف
  • السرقة أو الكذب
  • صعوبات النوم
  • الغضب والعدوانية والعنف والتنمر
  • رفض الذهاب إلى المدرسة
  • التغير المفاجئ في أنماط الأكل و/أو النوم

 

"كثير من الشباب الذين يترددون على العيادات في قطر، يشكون من الانفعالية والعصبية والمزاج السيئ والعدوانية تجاه أشقائهم. على ما يبدو، ان البعض يتناول اكثر من عبوتين من مشروبات الطاقة يومياً لأنهم يذهبون للتدريبات الرياضية, حيث تعتبر ان المستويات المرتفعة من الكافيين عاملاً مساهماً في هذه الظاهرة."     

(المصدر: قطر تريبيون، 2016/3/13)

 

كيف أعرف ما إذا كان الطفل أو المراهق يعاني اضطراباً نفسياً؟​

قد يكون من الصعب التمييز بين ما هو عرض لاضطراب نفسي وما هو مجرد عرض طبيعي من أعراض النمو.


على سبيل المثال، يواجه المراهقون الطبيعيون العديد من التحديات المحيطة بهويتهم واستقلاليتهم ولديهم مطالب وضغوطات المنافسة. من الأمور المألوفة في حالتهم: تقلب المزاج ونوبات الغضب، إساءة تفسير الإشارات والعواطف الاجتماعية، الرغبة في تجاوز الحدود، التصرف دون تفكير، والانخراط في السلوك الخطر. وبالمثل، يملك الأطفال كل أنواع المشاعر القوية والأحاسيس حول ما يجري في حياتهم والسلوكيات للتعبير عن هذه المشاعر. من الطبيعي أيضاً لكل شخص أن يشعر بالخوف والقلق من وقت لآخر.


 

"...خلال الامتحانات، يمكنك أن ترى التوتر والقلق بادياً على الجميع، 

ولكن هذا يكون مؤقتاً في العادة..."


ومع ذلك، فإن الأطفال والمراهقين الذين يعانون لفترة طويلة من أعراض صحية نفسية أو تغيرات في السلوك قد يعانون كثيراً من الكروب والأحزان، وقد يؤثر ذلك تأثيراً خطيراً على جودة حياتهم حالياً في مرحلة الطفولة أو المراهقة وفي المستقبل كأشخاص بالغين.

 

من المهم أن نلاحظ أن ظهور أعراض الاضطرابات النفسية قد يكون مختلفاً بين فئتي الأطفال (0-12 عاماً) والمراهقين (13-18 عاماً). فعلى سبيل المثال، قد يبدو الأطفال الصغار سريعي الانفعال في حين قد يبدو المراهقون الأكبر سناً حزينين وانطوائيين.

 

من علامات "الإنذار" المبكرة على أن الطفل أو المراهق يعاني للتغلب على مشكلة في صحته النفسية:


  • صعوبات بالغة في التركيز وتراجع في الأداء المدرسي
  • الشعور بالانفعال والتوتر، والعصيان أو العدوانية المستمرة
  • الرغبة في قضاء الكثير من الوقت وحيداً
  • الصراع في مواكبة تطورهم الجنسي
  • خلافات مع الزملاء والأصدقاء
  • الشكاوى البدنية المتكررة بما فيها التعب وآلام البطن والصداع
  • الشعور بالحزن أو الرغبة بالبكاء أو السوء تجاه أنفسهم
  • الهم أو القلق الشديد
  • فرط النشاط، التململ، التوتر، الحركة المستمرة
  • عدم القدرة على التعامل مع المشاكل والأنشطة اليومية
  • تغيرات ملحوظة في نمط النوم ورؤية الكوابيس بشكل دائم
  • تغير في الشهية وعادات الأكل، وزيادة أو خسارة الوزن غير المبررة
  • التفكير بالانتحار أو محاولات إيذاء النفس (الحصول على المساعدة)


من المهم التأكيد على اختلاف العلامات والأعراض بحسب الفئة العمرية. فمثلاً، ما يتظاهر لدى الأطفال الصغار على شكل سلوكيات انفعالية أو هبات/نوبات متكررة أو كوابيس، بينما عند المراهقين تكون أكثر عدوانية أو انطوائية.

 

"... تختلف ردود أفعال الطفل عن ردود أفعال البالغ. يعتمد كل ذلك على العمر، سلوكه مع أصدقائه، بوسعي أن أرى الاختلاف... "


إذا قلقت بشأن طفل ما، شجعه على التحدث لأن ذلك قد يكون مفيداً جداً، سواء كنت والداً أو جداً أو صديقاً أو معلماً. إذا لم يرغب الطفل في التحدث أو أنك ما زلت تشعر بالقلق بعد التحدث معه، اطلب المساعدة والمشورة من أخصائي صحة نفسية مدرب (دليل الخدمات) أو لمزيد من المعلومات قم بزيارة "الأسرة والأصدقاء"


 

"...قد تعتبر الأسرة ذلك "مجرد مرحلة" خلال الطفولة، وأن الطفل سيعود إلى المسار الصحيح في نهاية المطاف. ولكن من الخطر أحياناً تأجيل عرض الطفل على شخص ما..."


ما هي العوامل التي يمكن أن تؤثر سلباً على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين؟


يمكن لمجموعة مركبة من العوامل الوراثية والبيولوجية والبيئية والنفسية وعوامل النمو أن تساهم في ظهور الاضطراب النفسي عند الأطفال والمراهقين.


وفيما يلي بعض المحفزات العامة:


  • المشاكل الأسرية أو انهيار الأسرة (مثل الطلاق)
  • مشاكل في العلاقة مع الأسرة والأصدقاء
  • مشاكل في المدرسة
  • التنمر
  • الضغط الناتج عن الامتحان
  • الفقر
  • الشعور بعدم الأمان في المنزل أو المدرسة
  • تغيرات أو تحديات الحياة
  • المرض أو الإعاقة البدنية
  • وفاة أو فقدان الأحبة
  • عوامل بيولوجية مثل البلوغ والتغيرات الهرمونية
  • سوء المعاملة
  • الانتقال من مكان الى اخر

 

"...هناك أشياء تتراكم خلال مرحلة الطفولة، مثل طريقة تربية الطفل التي ربما تنعكس على شخصيته..."

 

كيف يعاني الأطفال والمراهقون من مشكلات الصحة النفسية؟


الاكتئاب

لسوء الحظ، ليس الأطفال والمراهقون بمنأى عن الإصابة بالاكتئاب، ويمكن أن يؤثر عليهم في أي سن وبطرق كثيرة ومختلفة.

 

  "%11من المراهقين يعانون اضطرباً اكتئابياً في سن 18"

المصدر: NCS-A (المسح الوطني للامراض المشتركة – الملحق الخاص بالمراهقين)


يتصف الاكتئاب بالحزن، فقدان الاهتمام أو المتعة، عدم تقدير الذات، اضطراب في النوم أو الشهية، التعب وضعف التركيز.

انقر هنا لمعرفة المزيد عن علامات وأعراض الاكتئاب الشائعة في جميع الفئات العمرية.


من العلامات والأعراض الشائعة للاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين:


  • تراجع الأداء المدرسي
  • صعوبات في العلاقات مع العائلة والأصدقاء
  • تقلبات مزاجية حادة
  • المزاج والموقف السلبي المستمر لفترة طويلة
  • الشعور باليأس أو عدم تقدير الذات
  • نوبات متكررة من الغضب أو العدوانية
  • رفض متكرر للذهاب إلى المدرسة أو للنوم أو للمشاركة في الأنشطة التي تعتبر طبيعية بالنسبة لأعمارهم
  • الشعور بالتعب الشديد أو من ناحية أخرى، الانفعال وتعكر المزاج
  • صعوبة التركيز أو صعوبة الاستمتاع في ممارسة الهوايات
  • تجنب الأصدقاء أو الأنشطة الاجتماعية
  • التهديد بإلحاق الأذى بالنفس أو بالآخرين
  • التعب او الشكاوى الجسدية المتكررة


يمكن أن يحدث الاكتئاب فجأة نتيجة لبعض تجارب الحياة الصعبة، أو يمكن أن ينشأ ببطء أكثر، مع عدم وجود سبب واضح لذلك.


يكون الذكور والإناث، قبل سن البلوغ، معرضين للإصابة بالاكتئاب على نحو متساوي. بينما، عند سن 15 عاماً، يصبح احتمال إصابة الاناث بنوبة اكتئاب رئيسي، ضعف الذكور. 

ويزداد احتمال إصابتهم بالاكتئاب إذا كانوا يعيشون تحت ضغط نفسي كبير وليس لديهم أحد يشاركهم هذه المخاوف.


قد يتزامن الاكتئاب الذي يحدث خلال سنوات المراهقة مع حدوث تغييرات كبيرة في الشخصية، عندما يشكل الفتيان والفتيات هويتهم بمعزل عن والديهم، ويتعاملون مع المسائل المتعلقة بنوع الجنس والملامح الجنسية الناشئة، ويتخذون قرارات مستقلة للمرة الأولى في حياتهم. ترافق الاكتئاب لدى المراهقين في أغلب الأحيان اضطرابات أخرى مثل القلق، أو اضطرابات الأكل، أو تعاطي مواد مخدره. ويمكن أن يؤدي الاكتئاب أيضاً إلى زيادة مخاطر القيام بإيذاء النفس والانتحار (الحصول على المساعدة).

 

القلق


يمكن أن يعاني الأطفال والمراهقون من القلق، الذي يتميز بمشاعر قلق ومخاوف مستمرة، والشعور بالعصبية أو التوتر، وتكرار ورود أفكار أو مخاوف، عدم الشعور بالراحة أو الانفعالية إضافة إلى أعراض جسدية مثل التعرق، والارتجاف، والدوار أو زيادة في ضربات القلب.


انقر هنا لمعرفة المزيد عن علامات وأنواع اضطرابات القلق الشائعة في جميع الفئات العمرية.


يمكن أن تكون اضطرابات القلق مشكلة مستمرة تؤثر على الحياة والأنشطة اليومية. ومن الأمثلة على اضطرابات القلق اضطراب الوسواس القهري، واضطراب ما بعد الصدمة، والرهاب الاجتماعي، واضطراب القلق العام.


ربما تشمل الأعراض الجسدية والعاطفية الشائعة للقلق لدى الأطفال: الشعور بالخوف أو الذعر، والشعور بضيق التنفس، التعرق، أو الشعور بتوتر شديد أو آلام في الصدر أو المعدة، أو الشعور بالتململ، أو استخدام المرحاض مراراً. لا يمكن للأطفال الصغار القول بأنهم يعانون من القلق. فيصبحون انفعاليين، سريعي البكاء ومتعلّقين، ويعانون صعوبة في النوم، وقد يستيقظون في الليل أو يحلمون أحلام​اً مزعجة. حتى أن القلق يمكن أن يسبب إصابة الطفل بالصداع أو آلام المعدة أو الشعور بالغثيان. قد تظهر هذه الأعراض وتختفي.


يعاني المراهقون الذين لديهم قلق مفرط عادة مجموعة من الأعراض البدنية كذلك. أعراض مثل التعرق، الارتجاف، والفزع بسهولة أو الشكوى من توتر وتشنج العضلات، وآلام المعدة أو الرأس، وآلام في الأطراف، والتعب أو عدم الراحة المرتبط بتغيرات البلوغ.


يعتمد القلق خلال فترة المراهقة عادة على التغيرات في الطريقة التي يبدو ويشعر بها جسم المراهق، والقبول الاجتماعي، والخلافات حول الاستقلالية. من الناحية الاجتماعية، قد يبدو المراهقون القلقون اتكاليين أو انطوائيين أو مضطربين. قد يكونون مشغولين بمخاوفهم بشأن فقدان السيطرة، وقد يتجنبون أنشطتهم المعتادة أو يرفضون الانخراط في تجارب جديدة. كما أنهم قد يسلكون سلوكيات محفوفة بالمخاطر في محاولة منهم لتقليل أو منع مخاوفهم وهمومهم.


يمكن القيام بالكثير للمساعدة في منع إصابة الأطفال والمراهقين بالقلق. من المهم لأي شخص لديه اهتمام حول طفل أو المراهق أن يبدي لهم الاهتمام ويحاول تفهم سبب معاناتهم من القلق. والأهم من ذلك، إذا كان لديك مخاوف التمس المشورة الاختصاصية في أقرب وقت ممكن.


اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط


اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط هو واحد من مشكلات الصحة النفسية الأكثر شيوعاً التي تؤثر على الأطفال. وهو أكثر شيوعا بين الذكور من الاناث. كثيرا ما يتم تحديده في الأطفال في سن المدرسة بسبب اضطراب في الفصول الدراسية تراجع في المستوى الأكاديمي. يمكن لإضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط ان يؤثر ايضاً على البالغين ولكن عادة ما يبدأ في مرحلة الطفولة. كثير من الذين يتم تشخيصهم في سن مبكرة يستمرون في مواجهة الاعراض. ولكن يمكن ان تتحسن حالتهم مع مرور الوقت.


اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط هو مشكلة ذات أعراض سلوكية تتوزع في ثلاث فئات هي: صعوبة الانتباه، وفرط النشاط، والسلوك المتهور. يعاني بعض الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط من أعراض من كل هذه الفئات، في حين يعاني البعض الآخر من أعراض فئة واحدة فقط. ويمكن أن تشمل الأعراض شرود الذهن، أداء المهمات بشكل بطيء، وأحلام اليقظة. يمكن لاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أن يؤثر على الأداء المدرسي بشكل كبير وكذلك على الصداقات والعلاقات الأسرية. قد يكون من الصعب التمييز بين اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط و قضية سلوكية ما، لذلك يعد السعي للحصول على التشخيص من أخصائي صحي مدرب أمراً مهماً. يعاني الأطفال المصابون بهذا الاضطراب من صعوبة في تركيز الانتباه على مهمة واحدة، والإفراط في الكلام، والانتقال المتكرر غالباً من نشاط غير مكتمل إلى آخر.


اضطراب طيف التوحد


اضطراب طيف التوحد والتوحد كلاهما تسميتان عامتان لمجموعة من الاضطرابات المعقدة في تطور الدماغ تؤثر على قدرة الشخص على التواصل والتفاعل مع الآخرين، وإدراك المحيط من حولهم. التوحد هو اضطراب النمو يظهر في مرحلة الطفولة المبكرة ويستمر مدى الحياة. لتشخيص التوحد، يجب أن يكون هناك اعراض في بداية الطفولة، حتى وإن لم يتم التعرف على هذه الاعراض الى في وقت لاحق. على الرغم من ان الأعراض وشدتها تختلف إلا أن التوحد يؤثر دائماً في قدرة الطفل على التواصل والتفاعل مع الآخرين. المجالات الرئيسية للصعوبات هي:

  • صعوبات في التواصل الاجتماعي.

  • صعوبات في التفاعل الاجتماعي.

  • أنماط متكررة ومقيدة من السلوك والاهتمامات والأنشطة (مثلاً: الصرامة في الحفاظ على الروتين، والحساسية الحسية وحركات آلية متكررة).

 

    يتم تشخيص اضطراب التوحد رسمياً في العادة بعد اجراء اختبارات عن طريق فريق مختص كأخصائي في طب الأطفال أو أخصائي في طب نفس الأطفال. وجود التشخيص مفيد لسببين:


  • يساعد الأشخاص الذين يعانون من التوحد (وأسرهم) على فهم لماذا قد يعانون بعض الصعوبات وما الذي يمكنهم القيام به حيالها.

  • يتيح للأشخاص الوصول إلى الخدمات والدعم.


اضطرابات الأكل

 

قد يصبح بعض الأطفال والمراهقين مشغولين جداً بالطعام والوزن إلى درجة أنهم لا يركزون على الأمور الأخرى إلا قليلاً. تتضمن اضطرابات الأكل الانشغال أو الهوس بالأكل، وبالتمارين الرياضية ووزن/شكل الجسم. يمكن أن تؤدي الأفكار والمشاعر المشوهة حول صورة الجسم وتقدير الذات إلى تغييرات في سلوكيات الأكل والتمارين. اضطرابات الأكل خطيرة. 


قد تشمل أعراض وعلامات الإنذار الخاصة بمشاكل الأكل لدى الأطفال والمراهقين:


  • رفض تناول الطعام
  • الخوف الشديد من زيادة الوزن
  • صورة الذات السلبية أو المشوهة
  • محاولات فقدان الوزن
  • الانفعالية
  • العزلة الاجتماعية
  • المظهر النحيل
  • عدم انتظام العادة الشهرية أو انقطاع الطمث
  • الإمساك
  • جفاف الجلد
  • الشعور بالبرد في أغلب الأحيان


فقدان الشهية العصبي والشره المرضي العصبي (النهام)، هما النوعان الرئيسيان من اضطرابات الأكل. قد يبدو المراهق الذي يعاني من فقدان الشهية العصبي متوخياً للكمال وذو إنجازات عالية في المدرسة، ولكن قد يكون لديه قلة ثقة بنفسه. يشعر الشخص المصاب بفقدان الشهية الشعور بالسيطرة فقط عندما يقول "لا" للمطالب الغذائية الطبيعية للجسم، ويسعى لتجويع نفسه في السعي ليكون نحيلاً.


الفتيات المراهقات والشابات هن أكثر عرضة للإصابة بفقدان الشهية أو الشره المرضي من الفتيان في سن المراهقة والشباب. يمكن أن يصاب الذكور باضطرابات الأكل أيضاً، ويمكن أن تظهر في الغالب من خلال الأنماط القهرية لممارسة الرياضة.


تختلف أعراض الشره المرضي عادة عن أعراض فقدان الشهية العصبي. يسرف المريض في تناول كميات ضخمة من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية ومن ثم يتخلص منها (عملية التفريغ) عن طريق التقيؤ المتعمد، أو غالباً باستخدام أدوية مسهلة. قد يتناوب هذا الشره مع اتباع حميات شديدة، مما يؤدي إلى تقلبات مفاجئة في الوزن. قد يحاول المراهقون إخفاء علامات القيء عن طريق فتح صنابير المياه بينما يمضون فترات طويلة من الوقت في الحمام. يمثل التخلص المتعمد من الأطعمة (التفريغ) المرافق للشره تهديداً خطيراً على الصحة الجسدية للمصاب إذ يعرض الجسم للجفاف، واختلال التوازن الهرموني، وإلحاق الأذى بالأجهزة الحيوية في الجسم.


يمكن أيضاً أن يحدث الشره العصبي دون تفريغ المرافق، ويمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى التفريغ. يحتاج الأطفال الذين يعانون من اضطراب الشراهة في تناول الطعام إلى علاج على يد أخصائي صحة نفسية.


أعراض الذهان


الذهان هو أن يدرك الشخص أو يفسر الأحداث بشكل مختلف عن الناس من حوله. قد تظهر أعراض الذهان للمرة الأولى في سن المراهقة ويمكن أن تشمل هلاوس أو الأوهام أو التفكير غير المنظم، وقد تؤثر على الأفكار والسلوك. قد يبدي شاب ما أو يذكر أعراضاً مثل:


  • سماع أصوات بينما لا يوجد أحد حوله
  • مشاهدة أشياء غير موجودة
  • الشكوك أو جنون العظمة
  • العزلة اجتماعية
  • اهمال الرعاية الذاتية
  • التراجع الدراسي
  • تغير في الشخصية


انقر هنا لمعرفة المزيد عن علامات الذهان والأمراض ذات الصلة، مثل الاضطراب ثنائي القطب، الشائعة في جميع الفئات العمرية.

 

اضطراب العرة (التقلصات اللاإرادية)


اضطراب العرة هو مشكلة يتحرك فيها جزء من الجسم بشكل متكرر ودون سيطرة. في بعض الحالات، يعاني الأطفال كلاً من تشنجات الجسم والتشنجات الصوتية (مثل تنظيف الحنجرة). قد يكون لديهم أيضاً مشاكل في الانتباه وصعوبات في التعلم. قد يتصرف الأطفال المصابون بتهور و/ قد تتطور الحالة للإصابة بالوسواس القهري.

تختفي بعض التقلصات اللاإرادية مع بدايات البلوغ، وبعضها الآخر يستمر.

 

سلس البول وسلس البراز اللاعضوي


  • سلس البول هو عدم القدرة على التحكم في التبول، وهو ما يسمى أيضاً "التبول اللاإرادي". تشير البحوث إلى أن عدد الذكور الذين يتبولون في الفراش أكثر بكثير من الإناث، وهو حالة وراثية. على الرغم من أن معظم الأطفال الذين يتبولون في الفراش ليس لديهم مشاكل عاطفية، إلا أن هذه المشكلة قد تترك آثاراً سلبية على الصحة العاطفية.

 

  • سلس البراز ( البداغة) أو تلويث الملابس به ويحدث تغوط لا ارادي وينجم عن مقاومة الطفل الذهاب للحمام عند حاجته لذلك. يحدث سلس البراز اللاعضوي عادة بعد سن 4 أعوام، عندما يكون الطفل قد تعلم بالفعل استخدام المرحاض. في معظم الحالات، سلس البراز اللاعضوي هو عرض من أعراض الإمساك المزمن. وقد يكون، بوتيرة أقل، نتيجة لمشاكل النمو أو عاطفية أو نتيجة التوتر.

 

اضطرابات التعلق


اضطرابات التعلق هي مشاكل في الارتباط العاطفي بالآخرين تبدأ في مرحلة الطفولة نتيجة لمشاكل حادة أو صعوبات في العلاقات الأولى للطفل. تشير البحوث إلى أن تقديم الرعاية غير الكافية قد يكون السبب المحتمل.

 

صعوبات التعلم (الإعاقات الفكرية)


بالنسبة لغالبية الأشخاص، تظهر صعوبات التعلم لأول مرة منذ الولادة أو خلال فترة النمو في وقت مبكر من العمر. (مشكلات الصحة النفسية الأخرى). صعوبة التعلم أو الإعاقة الفكرية تشير بشكل عام إلى الأشخاص الذين يجدون صعوبة في التعلم والفهم والتواصل. يبدي الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم مجموعة واسعة من الأعراض بما في ذلك مشاكل في القراءة أو الرياضيات أو الفهم أو الكتابة أو لغة التحدث أو قدرات الاستنتاج. والسمة الأساسية لإعاقات التعلم هو الفرق الكبير بين تحصيل الطفل في بعض المجالات وذكائه بشكل إجمالي. ويمكن أيضاً أن يترافق فرط النشاط، وعدم الانتباه، والتناسق الحركي الإدراكي مع إعاقات التعلم ولكنها ليست إعاقات تعلم.


انقر هنا لمعرفة المزيد عن علامات إعاقات التعلم الشائعة في جميع الفئات العمرية.

 

 

القضايا الأخرى التي تؤثر على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين


استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي

يقدم النشاط على الانترنت للأطفال والشباب فرصة للتواصل العالمي والتعلم ويوفر التفاعل الاجتماعي مع الأقران، خصوصاً بين ذوي الاهتمامات المتماثلة. ومع ذلك، يمكن أن تكون شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تهديداً حقيقياً وخطراً على الطفل غير الخاضع للإشراف، بما في ذلك من خلال " التنمر الالكتروني أو التحرش عبر الانترنت" والوقوع ضحية الكبار الذين يسعون للتحرش بالأطفال. ومن المخاطر والمشاكل في هذا الصدد:


  • الوصول إلى مواقع غير ملائمة
  • التعرض للاستهداف والتضليل عبر الإعلانات الكثيفة
  • إضاعة الوقت الضروري لتطوير المهارات الاجتماعية الحقيقية والأنشطة والتمارين البدنية بالبقاء على الانترنت
  • الكشف عن الكثير من المعلومات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي
  • التعرض للتنمر من قبل الآخرين على مواقع التواصل الاجتماعي


قد يكون تبادل المراهقين لأفكارهم ومشاعرهم حول التحديات الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعية أمراً مغرياً، ولكنه ليس دائماً أفضل الطرق للتعامل مع المشاكل.


وبالتالي، فمن المهم للآباء أن يدركوا أن مستوىً عالياً من التوجيه والإشراف هو الأمثل لتجربة ووتيرة استخدام الطفل أو الشاب لشبكة الانترنت. قضاء الوقت مع الطفل في بداية استكشافه لخدمة الانترنت ومشاركة الطفل في تجربة الانترنت بشكل دوري يعطي الآباء والأمهات فرصة مراقبة النشاط والإشراف عليه.


يحتاج الآباء إلى الحصول على مساعدة متخصصة إذا كان الاستخدام أو العادات المفرطة للأطفال خارج نطاق السيطرة، وإذا كانوا يجدون صعوبة في التوقف. يمكن أن يكون هذا سلوك إدمان إذا أثر على حياة الأطفال، وقد يكون له تأثير سلبي على علاقاتهم ودراستهم.

 

إصابة أو إيذاء الذات


ينظر إلى سلوكيات إصابة أو إيذاء الذات بشكل مختلف من قبل الجماعات والثقافات المختلفة داخل المجتمع، وقد تختلف أسباب وشدة إيذاء الذات. هناك أشكال مختلفة من إيذاء الذات بما في ذلك: القطع أو الخدش، وضع العلامات، واختيار، سحب الجلد والشعر، الحروق/السحجات، العض، ضرب الرأس بعنف، والكدمات، الضرب أو الإفراط في ثقب ووشم الجسم.


قد يظهر المراهقون الذين يجدون صعوبة في التحدث عن مشاعرهم توترهم العاطفي، وانزعاجهم البدني، والألم عدم الثقة بالنفس مع سلوكيات إيذاء الذات. بعض المراهقين قد يشوهون أجسامهم لتجربة المخاطر، وللتمرد، ورفض قيم آبائهم، وإعلان استقلاليتهم أو لمجرد أن يتم قبولهم. بينما، قد يؤذي آخرون أنفسهم من اليأس أو الغضب للحصول على الاهتمام، أو للتعبير عن اليأس، أو لأن لديهم أفكار متعلقة بالانتحار، قد تكون هذه السلوكيات علامة على أن الطفل أو المراهق لديه مشكلة في الصحة النفسية. يستحسن أن يتحدث الآباء مع أطفالهم حول احترام وتقدير أجسادهم وطلب المشورة من أخصائي صحي مدرب لتحديد ومعالجة الأسباب الكامنة وراء إيذاء الذات.

 

ماذا تفعل إذا كان لديك مخاوف بشأن أعراض نفسية أو سلوكية أو نفسية لدى الطفل أو المراهق


تتوفر العلاجات الفعالة والدعم في دولة قطر لجميع الأعمار، بما في ذلك الأطفال والمراهقين. إذا كانت أعراض الاضطرابات النفسية أو غيرها من القضايا المقلقة تسبب صعوبات وتؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية، فمن الضروري أن تطلب المشورة من أخصائي خدمات الصحة النفسية للأطفال والمراهقين المتوفر (الخدمات).


تماماً مثل البالغين، يجري تشخيص إصابة الأطفال والمراهقين باضطراب نفسي بعد قيام أخصائي في الصحة النفسية بملاحظة العلامات والأعراض بعناية وبجمع المعلومات لاستبعاد الأسباب البدنية أو الأسباب المحتملة الأخرى.


بمجرد تحديد التشخيص، يوصي الأخصائي بعلاج محدد بناء على تاريخ الطفل أو المراهق، ومستوى نموه، وقدرته على التعاون مع العلاج، وما هي التدخلات الأكثر نفعاً في التعامل مع المخاوف المعروضة.


توجد خيارات مختلفة للعلاج تشمل غالباً العلاج النفسي أو الدواء. لدى كل طفل احتياجات فردية، ويحتاج كل طفل إلى المراقبة عن كثب، خصوصاً بينما يأخذ الأدوية. يستخدم العلاج النفسي في أغلب الأحيان إلى جانب علاجات أخرى (الدواء، إدارة السلوك، أو التعاون مع المدرسة). يساعد العلاج النفسي الأطفال والمراهقين بالدعم العاطفي، وحل النزاعات مع الناس وفهم المشاعر والمشاكل.


يستحسن أن يتحدث الآباء مع مقدمي الرعاية الصحية لأطفالهم ويطرحوا الأسئلة، وأن يتعلموا كل ما يستطيعون عن الأعراض التي تقلقهم وخيارات العلاج. وإذا كان الطفل يذهب في المدرسة، قد يكون من المفيد أن يسأل الوالدان المعلم بشأن التغيرات المثيرة للقلق التي قد تظهر في سلوك الطفل ومشاركة هذه المعلومات مع الأخصائي الصحي. لمزيد من المعلومات عن مساعدة طفل أو مراهق قد تقلق بشأنه انظر (الأسرة والأصدقاء)

 

... لا يحدث فجأة، توجد له أعراض تظهر في سن مبكرة، ويمكن للوالدين الانتباه إلى ذلك...

 

"يجب أن لا يترك الأطفال والشباب الذين يعانون من هذه المشاكل ليصارعوا وحدهم. المساعدة متوفرة من خلال خدمات الصحة النفسية المتخصصة للأطفال والمراهقين"​