مصدر لدعم الصحة النفسية الجيدة والعافية في دولة قطر
A- A A+

الصحة النفسية لدى النساء

كيف تعاني النساء من الاضطرابات النفسية؟

لا فرق بين الرجال والنساء في أهمية رعاية صحتهم النفسية إلى جانب صحتهم البدنية. لكن المرأة قد تعاني من بعض حالات الصحة النفسية بمعدلات أعلى من الرجال وقد تكون الأعراض والأسباب متعلقة بطبيعة كونها امرأة. من امثلة ذلك: الاكتئاب، واكتئاب ما بعد الولادة، والذهان، والقلق.


يمكن أن يحدث الاضطراب النفسي، وخاصة الاكتئاب والقلق، في أي وقت، لكننا نعرف أن النساء اكثر عرضه للأصابة بهذه الحالات أكثر احتمالاً للتعرض لهذه الحالات خلال فترة الحمل وخلال السنوات القليلة التي تلي ذلك.


يتناول هذا الفصل حالات تعاني منها النساء وترتبط بعوامل الاختطار الخاصة بالمراة، والتي تجعلهن أكثر عرضة للاضطرابات النفسية ومنها:


  • التغيرات الهرمونية أثناء الحمل أو بعد الولادة.
  • التغيرات الهرمونية خلال الدورة الشهرية وما بعد انقطاع الطمث.
  • بعض أحداث الحياة الهامة التي تثير التوتر بما في ذلك رعاية مولود جديد.

يساعد فهم المخاطر والتعرف على هذه الحالات وعلاماتها وأعراضها، حيث إن التشخيص والعلاج المبكر يزيد من فرصة معافاة. من المهم أن نتذكر أن العلاجات الفعالة متاحة، وأن معظم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات سوف يتعافون إذا حصلوا على الرعاية المناسبة.


يمكن أن تعاني المرأة أياً من حالات الصحة النفسية المذكورة بشكل مفصل في هذا الموقع. يواجه كثير من النساء ضغوطاً إضافية تفرضها مسؤوليات العمل والمنزل، ورعاية الأطفال والأبوين المسنين، أو قد يتعرضن لسوء المعاملة والفقر وصعوبات في العلاقات. والتي تسهم في إصابة المرأة باضطراب نفسي.


 

"... تقوم المرأة بتربية أطفالها، ورعاية زوجها، وأبويها وأبوي زوجها في نفس الوقت ... وإذا كانت تعمل، فإن عليها إضافة لذلك الاهتمام بعملها... وبيتها"

 

"... كان زوجي دائماً في العمل. اعتدت أن آخذ الأطفال إلى المدارس ومراكز التسوق في أيام الأسبوع بينما يبقون في المنزل خلال عطل نهاية الأسبوع، ويجب عليّ تسليتهم. مما شكل ضغطا نفسيا إضافيا "


من الأهمية الإشارة الى ان بعض حالات  الاضطرابات النفسية لدى النساء تعبر عن نفسها بشكل الم مزمن أو تعاطي مواد مخدره.


"شعرت فقط بأنه كان ألماً شديد في الظهر وبعد أن ذهبت للعلاج

اخبروني اني معافاً بدنياً... قالوا إنهم يعتقدون

اني أعاني اكتئاباً يخفي نفسه على شكل ألم في الظهر"

 

الأمراض النفسية المرتبطة بالتغيرات الهرمونية، والحمل، وبداية فترة تربية الطفل


الاكتئاب


الاكتئاب اضطراب نفسي شائع، يتميز بما يلي:


  • الحزن
  • فقدان الاهتمام أو السرور
  • الشعور بالذنب أو عدم تقدير الذات
  • اضطراب النوم أو الشهية
  • الشعور بالتعب
  • ضعف التركيز
  • التفكير بالانتحار
  • التأثير على الأداء اليومي والعلاقات


الاكتئاب أكثر شيوعاً بين النساء منه بين الرجال. العوامل البيولوجية والهرمونية والنفسية وعوامل دورة الحياة التي تعاني منها المرأة قد تكون سبباً يفسر هذه الظاهرة. وقد بيّن الباحثون أن الهرمونات تؤثر بشكل مباشر على كيمياء الدماغ التي تتحكم بالعواطف والمزاج. يصيب الاكتئاب ما يصل إلى 1 من كل 10 نساء أثناء الحمل، و 1 من كل 7 نساء تقريباً خلال العام الأول بعد الولادة.

 

قد تعاني بعض النساء أيضاً شكلاً حاداً من متلازمة ما قبل الحيض (الدورة الشهرية) يسمى اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي ويرتبط بالتغيرات الهرمونية التي تحدث عادة في الفترة حول الإباضة وقبل أن يبدأ الحيض. أيضاً، خلال الانتقال إلى فترة انقطاع الطمث، حيث يزداد خطر الإصابة بالاكتئاب لدى بعض النساء.


تقلب المزاج هو أحد الآثار الجانبية الشائعة لاستخدام حبوب منع الحمل، وبعض النساء يعانين من الاكتئاب وغيره من التغيرات العاطفية أثناء فترة تناولهن لهذه الحبوب.

 

"... أعتقد أن النساء عموماً أكثر حساسية وعاطفية، لذلك فإنهن يتقبلن مشاكلهن النفسية بشكل أسهل من الرجال..."


انقر هنا لمعرفة المزيد عن علامات وأعراض الاكتئاب الشائعة في جميع المجموعات.


اكتئاب ما قبل الولادة وما بعد الولادة 

 

تواجه النساء خطراً متزايداً للإصابة بالاكتئاب خلال فترة الحمل (المعروفة باسم فترة ما قبل الولادة أو السابقة للولادة) وفي السنة التي تلي الولادة (المعروفة باسم فترة ما بعد الولادة). قد تمر أيضا بمصطلح "الفترة المحيطة بالولادة"، الذي يصف الفترة التي تغطي الحمل والسنة الأولى بعد ولادة الطفل.


يمكن أن تكون أسباب الاكتئاب في هذا الوقت معقدة، وغالباً ما تكون نتيجة لمجموعة من العوامل. يعاني كثير من النساء، في الأيام الأولى التي تلي الولادة، من "الكآبة النفاسية" وهي حالة شائعة مرتبطة بالتغيرات الهرمونية التي تطال ما يصل إلى 80 في المائة من النساء. و"الكآبة النفاسية"، أو الإجهاد العام في التكيف مع الحمل و/أو الطفل الجديد، حالات شائعة، ولكنها مختلفة عن الاكتئاب. يستمر الاكتئاب لمدة أطول وإضافة إلى تأثيره على الأم، يمكن ان يؤثر على علاقة الأم بطفلها، وعلى نمو الطفل، وعلاقة الأم مع زوجها ومع أعضاء الأسرة الآخرين.


يختلف توقيت ظهور اكتئاب ما بعد الولادة. يبدأ اكتئاب ما بعد الولادة غالباً خلال شهر أو شهرين من الولادة، ويمكن أن يستمر لعدة أشهر بعد ولادة الطفل. تظهر أعراض اكتئاب ما بعد الولادة لدى ثلث النساء تقريباً، حيث تبدأ في فترة الحمل وتستمر بعد الولادة.


اصابتك باكتئاب ما بعد الولادة قد يؤثر على كيفية شعورك تجاه طفلك مثل:


  • الشعور بالذنب لأنك لا تحملين للطفل المشاعر التي كنتي تتوقعينها
  • قد تحبين طفلك وقد لا تحبينه.
  • قد لا تشعرين بأنك قريبة من طفلك.
  • تجدين صعوبة في فهم ما يشعر به طفلك أو يحتاجه.
  • الاستياء من الطفل أو إلقاء اللوم عليه للطريقة التي تشعرين بها.


اضافة الى الأعراض العامة للاكتئاب، النساء قد يعانين من اعراض اضافية:


  • تجنب الآخرين: قد لا ترغبين في رؤية الأصدقاء والعائلة. وقد تجدين صعوبة في الذهاب إلى مجموعات دعم ما بعد الولادة.
  • الشعور باليأس: قد تشعرين أن الأمور لن تتحسن ابدا. وقد تظنين أن الحياة لا تستحق أن تُعاش. حتى أنك قد تتساءلين إذا ما كانت عائلتك ستكون أفضل حالاً بدونك.
  • التفكير بالانتحار: إذا كان لديك أفكار للقيام بإيذاء نفسك، يجب عليك أن تسألي طبيبك للحصول على مساعدة فورية. إذا كان لديك رغبة قوية في إيذاء نفسك، اطلبي مساعدة عاجلة (ارتباط تشعبي الحصول على المساعدة)
  • أعراض ذهانية: يصاب عدد قليل من النساء الذين يعانون من اكتئاب حاد جداً بأعراض ذهانية (انظر أدناه - ذهان ما بعد الولادة).


"...يوجد هنا كثير من النساء اللواتي لا يمكنهن تقبل أطفالهن، إنه الاكتئاب ... هناك العديد من النساء اللواتي يواجهن هذا ويشعرن بالخجل..."


يوجد أحياناً سبب واضح لاكتئاب ما بعد الولادة، ولكن ليس دائماً. قد تشعرين بالأسى أو الذنب لأنك تشعرين بهذا الشكل، بينما كنت تتوقعين أن تكوني سعيدة لحصولك على طفل. ومع ذلك، يمكن لاكتئاب ما بعد الولادة أن يحدث لأي شخص، وإصابتك به ليست خطأك.

 

هناك عدد من عوامل الاختطار المرتبط باكتئاب ما بعد الولادة، منها:


  • وجود تاريخ مرضي سابق من اكتئاب ما بعد الولادة

  • ضعف الدعم الذي تقدمه العائلة والزوج والأصدقاء

  • أحداث الحياة التي تسبب زيادة في التوتر مثل المشاكل المالية أو المشاكل العائلية

  • ظهور عوائق أو مشاكل بدنية بعد ولادة الطفل

  • وجود تاريخ مرضي في العائلة مع الاكتئاب أو اضطرابات المزاج.


لم يفت الأوان بعد لطلب المساعدة. حتى لو عانيت الاكتئاب لفترة من الوقت، يمكنك التحسن. تعتمد المساعدة التي تحتاجينها على مدى شدة الاضطراب. يمكن أن تكون المساعدة في حالات اكتئاب ما بعد الولادة البسيط من خلال زيادة دعم الأسرة والأصدقاء. اما إذا كانت حالتك اكثر سوءاً، ستحتاجين إلى مساعدة من أخصائي صحي مدرب. وإذا كان اكتئاب ما بعد الولادة الذي تعانين منه حاداً، فأنت تحتاجين الرعاية والعلاج من مقدم لخدمات الصحة النفسية. (الحصول على المساعدة)


"وجدت دراسة أجريت في مراكز الرعاية الصحية الأولية في قطر عام 2011 أن نسبة انتشار اكتئاب ما بعد الولادة بلغت 17.6% ."

 

ذهان ما بعد الولادة


الذهان (يشار إليه أيضاً بالاضطراب الذهاني أو النوبة الذهانية) هو عندما يدرك شخص ما ويفسر الأحداث بشكل مختلف عن الناس من حوله. تشمل الأعراض الهلوسة والأوهام أو عدم انتظام في التفكير، والتي قد تؤثر على الأفكار والسلوك.


الذهان النفاسي (شكل حاد من اكتئاب ما بعد الولادة) أو الذهان التالي للولادة يختلف عن اكتئاب ما بعد الولادة. إنه اضطراب أكثر شدة. هناك العديد من الطرق المختلفة التي يمكن أن يبدأ بها الاضطراب. في أغلب الحالات، تظهر لدى النساء أعراض الاكتئاب أو الهوس أو خليط من كليهما. يمكن أن تتغير الأعراض بسرعة كبيرة جداً من ساعة إلى ساعة ومن يوم إلى يوم اخر.


انقر هنا لمعرفة المزيد عن علامات الذهان والاضطرابات المرتبطة به.


تبدأ النوبات الذهانية على الأرجح في الأسبوع الأول والثاني بعد الولادة. وفي أغلب الأحيان تبدأ الأعراض في الأيام القليلة الأولى بعد ولادة الطفل. وفي حالات نادرة يبدأ الاضطراب في وقت لاحق -بعد عدة أسابيع من ولادة الطفل.


بالنسبة لكثير من النساء الذين يعانين من الذهان التالي للولادة قد لا يكون هناك علامة إنذار. على أية حال، إذا كان لديك في أي وقت مضى تشخيص للإصابة بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب أو الاضطراب الفصامي العاطفي أو الفصام أو اضطراب ذهاني آخر، فإن خطر إصابتك بالذهان التالي للولادة مرتفع.

إذا كانت أمك أو أختك عانت أيضاً من الذهان التالي للولادة، فربما يكون احتمال إصابتك أكبر.


توجد العديد من الأعراض التي تحدث في حالات الذهان ما بعد للولادة (فهم حالات الصحة النفسية)، منها:


  • الشعور "بمزاج مرتفع" أو "الهوس" أو "أنك على أعلى قمة في العالم"
  • الأوهام (الذهان): وجود أفكار أو معتقدات غريبة والتي لا يمكن ان تكون صحيحة على الأرجح.
  • الهلوسة (الذهان): سماع أصوات أو رؤية أشياء، لا يراها الآخرون أو الشعور بوجود أشياء أو شم روائح ليست موجودة في الواقع  
  • التفكير بإيذاء الطفل


قد تجعل هذه الأعراض من رعاية طفلك ونفسك أمراً صعباً جداً بالنسبة إليك. إذا كان لديك ذهان ما بعد الولادة، قد لا تدركين أنك مريضة. قد يجد شريكك أو عائلتك أو أصدقاؤك أن هناك شيئاً ما ليس على ما يرام ويحتاج لطلب المساعدة.


القلق


القلق شائع على الأرجح مثل الاكتئاب خلال فترة الحمل، وفي العام الذي يلي الولادة، و قد تعاني كثير من النساء من كلتا الحالتين في نفس الوقت.


القلق اضطراب نفسي شائع، يتميز بما يلي:


  • مشاعر قلق ومخاوف مستمرة
  • الشعور بالعصبية أو التوتر
  • تكرار ورود أفكار أو مخاوف دخيلة
  • عدم شعور بالراحة أو انفعالية


عندما تشعرين بالقلق، قد تظهر لديك بعض الأعراض الجسدية التالية:


  • سرعة ضربات القلب
  • خفقان القلب بطريقة غير طبيعية
  • ضيق في التنفس
  • تعرق
  • الخوف من الإصابة بنوبة قلبية أو انهيار


معظم الأمهات الجدد يشعرن بالقلق حول صحة أطفالهن. إذا كان لديك اكتئاب ما بعد الولادة، يمكن لأعراض القلق أن تكون طاغية قد تقلقين حول ما يلي:


  • طفلك مريض جداً
  • لا يزداد وزن طفلك بصورة كافية
  • طفلك يبكي كثيراً ولا يمكنك تهدئته
  • طفلك هادئ جداً وربما توقف عن التنفس
  • قد تؤذين طفلك
  • لديك مرض جسدي
  • اكتئاب ما بعد الولادة الذي تعانين منه لن يتحسن ابداً


قد تكونين قلقة جداً لدرجة أنك تخافين أن تتركي وحدك مع طفلك، وقد تتجنبين أماكن مثل المحلات التجارية أو الأماكن المزدحمة، لأنك تخشين من أعراض الهلع.

 

فترة ما قبل الحمل – التخطيط للحمل في حاله وجود مشكله نفسيه

 

يجب عليك الحصول على المشورة المتخصصة عند التخطيط للحمل، إذا كان ذلك ممكناً.

 

يمكن للأخصائي الصحي أن ينصحك ويحيلك إلى طبيب نفسي لمناقشة الاحتياجات الخاصة بك إذا كانت لديك مشاكل حالية أو سابقة في الصحة النفسية. وسوف يستعرض ويناقش:


  • خطر إصابتك باكتئاب ما بعد الولادة
  • خطر إصابتك بالذهان التالي للولادة
  • مخاطر وفوائد الدواء أثناء الحمل وبعد الولادة. وهذا يعني أنك ستحصلين على ما تحتاجينه من معلومات لاتخاذ القرارات حول علاجك
  • نوع الرعاية المتوقع في منطقتك. على سبيل المثال، كيف يعمل الأخصائيون جنباً إلى جنب معك ومع عائلتك. وهل توجد خدمات للصحة النفسية في الفترة المحيطة بالولادة أو قابلة متخصصة

 

نصيحة للأزواج الذين تعاني زوجاتهم اضطرابات نفسية مرتبطة بالحمل والولادة


إذا كانت زوجتك تعاني اكتئاب أو ذهان ما بعد الولادة، يمكن أن يكون الأمر قاسياً للغاية بالنسبة لك. في البداية، قد تكون خائفا أو مصدوماً. من المهم أن تطلب المساعدة عندما تظهر الأعراض لأول مرة على زوجتك. هذا مهم خصوصاً إذا كانت لا تدرك بأنها مريضة. إذا أدخلت زوجتك مع الطفل إلى المستشفى، فقد تشعر بأنك وحيد ومعزول. قد تشعر بالإحباط لأنه لا يمكنك فعل الكثير للمساعدة. من المهم أن تسعى أنت أيضاً للحصول على مساعدة، إذا كنت تشعر أنك بحاجة إليها.


خصص وقتاً لنفسك، واستعد لعودة الأم والطفل إلى المنزل. بمجرد عودة زوجتك وطفلك إلى المنزل حاول:


  • أن تكون هادئاً وداعماً بقدر ما تستطيع
  • خصص وقتاً للاستماع إلى زوجتك
  • المساعدة في الأعمال المنزلية والطبخ
  • المساعدة في رعاية الطفل
  • المساعدة في تغذية الطفل ليلاً قدر الإمكان
  • دع زوجتك تحصل على أكبر قدر ممكن من الراحة والنوم
  • اسمح لأعضاء العائلة والأصدقاء بالمساعدة في التسوق والطبخ وما إلى ذلك – مما يمنحك المزيد من الوقت لقضائه مع زوجتك وطفلك
  • حاول التقليل من زيارات الأصدقاء والأقارب
  • حاول الحفاظ على هدوء وسكينة منزلك قدر الامكان


"قد تجعل الأعراض التي تعانين منها رعاية طفلك ونفسك امراً صعباً إلى حد كبير. إذا كان لديك ذهان بعد الولادة، فربما لا تدركين أنك مريضة. قد يدرك شريكك أو عائلتك أو أصدقاؤك أن هناك شيئاً ما ليس على ما يرام ويحتاج لطلب المساعدة"