قد يبدأ الشخص بتعاطي الكحوليات للتعامل مع التوتر وعبء متطلبات العمل, أو للتعامل مع المشاكل الأسرية، أو للتعامل مع مشاكل نفسية كاالاكتئاب والقلق أو لعلاج ألم مزمن، أو للتغلب على صدمة من الماضي (عوامل الخطر). من ناحية أخرى، يمكن للشخص أن يقع تحت ضغط زملائه ودعوتهم له "لتجربة شيء جديد"، ويقدم على تعاطي الكحول أو الأدوية المخدرة التي تعطى بوصفة طبية (كمسكنات الألم والمنومات)، أو مواد أخرى (مثل الكبتاجون والهيروين، الخ) للقضاء على "الملل" الذي قد يشعر به في حياته. كذلك, فإن الأفراد الأصغر سنا قد يلجؤا الى الإستخدام غير الملائم لأدوات التنظيف المنزلية الشائعة من أجل الحصول على "النشوة" (الصحة النفسية لدى الأطفال والمراهقين).
"لسنوات عديدة أخفيت اكتئابي بشرب الكحول، لم أكن أعرف أنه اكتئاب، اعتقدت أنني كنت بحاجة إلى شيء يساعدني في تحسين مزاجي"
كيف يصبح تعاطي المواد مشكلة
تعرف منظمة الصحة العالمية (WHO) تعاطي المخدرات بالإستخدام الضار أو الخطر للمؤثرات العقلية، بما فيها الكحول والمخدرات غير المشروعة. هذه المواد تغير المزاج والإدراك و الوعي عن طريق تغيير توازن المواد الكيميائية في الدماغ التي تؤثر على طريقة تفكير الشخص، و شعوره و تصرفاته. من الشائع عند الأفراد الإستخدام المتزايد للمادة المخدرة بدون وعي كامل. على سبيل المثال، فإن الشخص قد يتطلب المزيد والمزيد من المخدرات أو الكحول للحصول على نفس التجربة والتأثير ، فيجد أنه من الصعب جداً أو من المستحيل عليه أن يتوقف عن التعاطي.
العلامات والأعراض
تعرف الجمعية الأمريكية لطب الإدمان (ASAM) الإدمان على انه مرض أولي مزمن في وظائف الدماغ. المؤثرات العقلية كالكحول والمخدرات تعطل وظائف الدماغ الطبيعية كالمكافأة والتحفيز والذاكرة، مما يؤدي الى مظاهر وتغيرات بيولوجية ونفسية واجتماعية وروحية. وينعكس هذا في سعي الشخص بشكل قهري وراء التأثير أو الراحة التي يجنيها باستعمال المخدر.
يتميز الإدمان بالتالي:
"رأيت أشخاصاً يقضون حياتهم في الحفلات والشرب والخروج... هم يختارون مثل هذه العلاجات للفرار. يدخنون لخفض مستوى التوتر ... ويشربون للهروب من المزاجية السيئة والتوتر ... أرى كثيرين يفعلون ذلك"
"... اكتشفت أن صديقي كان يشرب الكحول لنسيان مشاكله ..."
العلاج يمكن أن يكون فعالا والتعافي ممكن حتى للشخص الذي فقد الأمل. الأشخاص اللذين يعانون من تعاطي المخدرات والإدمان لديهم القدرة على تغيير حياتهم والابتعاد عن المرض, مؤديا الى إعادة معنى للحياة وفرص النمو من خلال إيجاد طرق أفضل للعيش. إن الشجاعة والقوة مطلوبة لإتخاذ الخطوة الأولى نحو الحصول على المساعدة، ولكن ليس معنى ذلك أن تقوم به لوحدك. العائلات التي تتعامل مع أشخاص يصارعون الإدمان تحتاج أيضاً إلى الدعم لمساعدة ذويهم (الحصول على المساعدة).